![]() ![]() |
|||||
|
![]() |
|
#1
|
|||
|
|||
![]()
شعراء العربية النصارى بقلم: د. السيد عبد الله المنوفية - مصر
المنوفية - مصر |
#2
|
|||
|
|||
![]()
دخول المسيحية إلى الجزيرة العربية: لا يوجد تاريخ محدد يمكن الاعتماد عليه كأساس ثابت لبدء ظهور النصرانية في الجزيرة العربية قبل الإسلام, حيث لا يوجد كتابات يقينية سواء كانت مخطوطات قديمة أو أثار يمكن التثبت منها من تاريخ دخول النصرانية إلى الجزيرة العربية, ولكن ما ذكره أحمد أمين في كتابه "فجر الإسلام" (يسكن هذه الجزيرة العرب, وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن العرب ومن حولهم كانوا من أصل واد , ثم تحضر من حولهم تخلفوا هم , وقد تحضر سكان الفرات , وتحضر سكان وادي النيل , وظل العرب تغلب عليهم البداوة لما حاصرتهم جبالهم وبحورهم)1 . ومن هذا فإن سكان الجزيرة العربية ومن حولها ما داموا من اصل واحد لابد وأن يكونوا قد اتصلوا ببعضهم البعض, وهذا ما ذكره د. جواد علي في كتابه " المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام", إذ يقول: (وإذا كانت اليهودية قد دخلت جزيرة العرب بالهجرة والتجارة, فإن دخول النصرانية إليها كان بالتبشير ودخول بعض النساك والرهبان إليها للعيش فيها بعيدين عن ملذات الدنيا , وبالتجارة , وبالرقيق ولاسيما الرقيق الأبيض المستورد من أقطار كانت ذات ثقافة وحضارة)2.
والمرجح أن المسيحية دخلت بلاد العرب من غربي شبه الجزيرة من جهة الشام. والظاهر أنها دخلت أولاً في حاضرة "حوران" أعني "بصرى". وصرح بالأمر المقريزي في كتاب الخطط والآثار (ج 2 ص 483), فروى عن متى العشار "أنه سار إلى فلسطين وصور وصيداء وبصرى" وقال ابن خلدون في تاريخه (2:150) أن برثلماوس بعث إلى أرض العرب والحجاز. ويوافق د. شوقي ضيف في كتابه "تاريخ الأدب العربي في العصر الجاهلي" على ذلك مستندا في مراجعه إلى كتابات د.جواد علي في كتابه المفصل وعلي كتابات الأب لويس شيخو في كتابه آداب النصرانية في الجزيرة العربية. ويضيف د. شوقي ضيف قائلا (ويظن أن انتشارها في اليمن بدأ منذ القرن الرابع الميلادي, وكان من أهم الأسباب في انتشارها هناك بعثات دينية كان يشجعها القياصرة , ولعلهم أرادوا بذلك النفوذ إلى فرض سلطانهم على البلاد وتحول كنوز قوافلها إليهم). |
#3
|
|||
|
|||
![]()
المسيحية في الجزيرة العربية قبل الإسلام:
في العصر الجاهلي كانت النصرانية منتشرة في نجران وغيرها ويظهر أن نجران كانت أهم مواطنها , وقد نكبهم ذو نواس نكبته المشهورة, ودخل الأحباش بقيادة أبرهة, فدعمت النصرانية واعتنقها كثيرون , وبنيت لها كنائس في غير مدينة. ومن أشهر كنائسها كنيسة "نجران". أما عن تنصر الكثير من أحياء العرب وقبائلهم فيشهد له المؤرخون و أهل السير عامة . يقول ابن قتيبة : أن النصرانية كانت في ربيعة وغسان وبعض قضاعة (المعارف لأبن قتيبة الدينوري). ويقول اليعقوبي في تاريخه في تنصر تميم وربيعة وبني تغلب وطيء ومذحج وبهراء وسليخ وتنوخ ولخم (تاريخ اليعقوبي). ويشهد الجاحظ بقوله :كانت النصرانية قد وجدت سبيلها بين تغلب وشيبان وعبد القيس وقضاعة وسليخ والعباد وتنوخ ولخم وعاملة وجزام وكثير بن الحارث بن كعب (كتاب الحيوان للجاحظ). وفى يثرب .. أيضا وجودا مسيحيا وانظر إلى هذه الأبيات الشعرية : "فرحت نــصارى يثرب ويهودها لما توارى في الضريح الـمُلحد" وهى فى : ديوان حسان بن ثابت ص 59. و تشير كتب التاريخ الإسلامي وتذكر قصصاً لتنصر قبائل عربية بكاملها لسبب أو لآخر مثل ما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية من قصة فيميون - لعله فيليمون - الذي عاش في نجران وتسبب في أن يتبعه أهل نجران على دين النصرانية (البداية والنهاية 2:168). انقسمت النصرانية في ذلك العهد إلى جملة كنائس ؛ وإن شئت فقل إلى جملة فرق, تسرب منها إلى جزيرة العرب فرقتان كبيرتان: النساطرة واليعاقبة, فكانت النسطورية منتشرة في الحيرة, واليعقوبية في غسان وسائر بلاد الشام؛ كذلك كانت هناك صوامع في وادي القرى. ويقول أحمد أمين في كتابه "فجر الإسلام" وأهم موطن للنصرانية في جزيرة العرب كلها كان (نجران), وكانت مدينة خصبه عامرة بالسكان, تزرع وتصنع الأنسجة الحريرية , وتتاجر في الجلود وفي صنع الأسلحة, وكانت إحدى المدن التي تصنع الحلل اليمنية التي تغنى بها الشعراء , وكانت قريبة من الطريق التجاري الذي يمتد إلى الحيرة. ويضيف د.جواد علي في "المفصل في تاريخ العرب" وأهم علامة فاصلة فرقت بين نصارى عرب الجاهلية عن العرب الوثنيين , هي أكل النصارى للخنازير , وحملهم الصليب وتقديسه. ورد أن الرسول قال لراهبين أتياه من نجران ليبحثا فيما عنده "يمنعكما عن الإسلام ثلاث: أكلكما الخنازير, وعبادتكما الصليب, وقولكما لله ولد". وورد أنه رأى (عدي بن حاتم الطائي) وفي عنقه صليب من ذهب, لأنه كان على النصرانية. وورد في شعر ذي الرمة: ولكن أصل امريء القيس معشر يحل لهم أكل الخنازير والخمر يريد أنهم نصارى في الأصل, فهم يختلفون عن المسلمين في أكلهم لحم الخنزير وفي شربهم الخمر. وكان بنجران كعبة, قال ياقوت: "وكعبة نجران هذه – يقال – بيعة, بناها بنو عبد المدان بن الديان الحارثي على بناء الكعبة, وعظموها مضاهاة للكعبة وسموها كعبة نجران, وكان فيها أساقفة معتمون", ويستظهر بعض الباحثين أنها كانت كعبة للعرب تحج إليها قبل مجيء النصرانية , ثم اتخذها النصارى بعد انتشار النصرانية فيها. واشتهر بين العرب من رؤسائها قبل الإسلام قس بن ساعدة , ويذكر أدباء العرب أنه كان أسقف نجران. وكان على ما ذكر د. جواد علي "لكثير من المبشرين من علم ومن وقوف على الطب والمنطق ووسائل الإقناع وكيفية التأثير في النفوس , تمكنوا من اكتساب بعض سادات القبائل فأدخلوهم في دينهم , أو حصلوا منهم على مساعدتهم وحمايتهم. فنسب دخول بعض سادات القبائل ممن تنصر إلى مداواة الرهبان لهم ومعالجتهم حتى تمكنوا من شفائهم مما كانوا يشكون منه من أمراض. وقد نسبوا ذلك إلى فعل المعجزات والبركات الإلهية, وذكر بعض مؤرخي الكنيسة أن بعض أولئك الرهبان القديسين شفوا بدعواتهم وببركات الرب النساء العقيمات من مرض العقم فأولدن أولادا , ومنهم من توسل إلى الله أن يهب لهن ولدا ذكرا , فاستجاب دعوتهم, فوهب لهم ولدا ذكرا, كما حدث ذلك لضجعم سيد الضجاعمة, إذ توسل أحد الرهبان إلى الله أن يهب له ولدا ذكرا, فاستجاب له. فلما رأى ضجعم ذلك, دخل في دينه وتعمد هو وأفراد قبيلته. ومنهم من شفي بعض الملوك العرب من أمراض كانت به مثل (مارايشو عزخا) الراهب. ذكروا أنه شفي النعمان ملك الحيرة من مرض عصبي ألم به, وذلك بإخراجه الشيطان من جسده". وقد نشرت المسيحية تعاليمها بين العرب , وأوجدت فيهم من يميل إلى الرهبنة ويبني الأديرة ؛ فهم يحدثوننا أن حنظلة الطائي فارق قومه ونسك, , وبنى ديرا بالقرب من شاطئ الفرات , ويعرف هذا بدير حنظلة , وترهب فيه حتى مات. ويذكرون أن قس ابن ساعدة "كان يتقفر القفار , ولا تكنه دار , يتحسى بعض الطعام , ويأنس بالوحوش والهوام". ويقولون في الأغاني: "إن أمية بن أبي الصلت كان قد نظر في الكتب وقرأها, ولبس المسوح تعبدا. ويذكرون أن عدي بن زيد نصح النعمان ملك الحيرة حتى حبب إليه النصرانية , ثم وضع تاجه , وخلع أطماره , ولبس أمساحه , فلزما عبادة الله في الجبال حتى مات النعمان". ويضيف الأستاذ أحمد أمين في كتابه الرائع "فجر الإسلام" "وكان من هؤلاء النصارى شعراء كقس بن ساعدة, وأمية بن أبي الصلت , وعدي ابن زيد , وهؤلاء لهم مسحة خاصة في شعرهم عليها طابع الدين ومتأثرة بتعاليمه , تزهد في الدنيا وشئونها , وتدعو إلى النظر في الكون والاعتبار بحوادثه , وهذه الأشعار ولأن قلد أكثرها فقد أحكم تقليدها , حتى ليدلنا تقليدها على منهاج أصلها كذلك أدخلوا على العربية ألفاظا وتراكيب لم تكن تعرفها العرب , فهم يذكرون أن أمية بن أبي الصلت علم العرب (باسمك اللهم) وقس أول من قال (أما بعد), وكان أمية يستعمل في شعره ألفاظا مجهولة لا تعرفها العرب, كان يأخذها من الكتب القديمة , فمنها قوله "قمر وساهور يسل ويغمد" , وكان يسمي الله "السلطيط" وسماه في موضع آخر "التغرور". هذا بعض ماكان من تأثير للنصرانية والنصارى على العرب أما ما ذكره د. جواد علي في "المفصل" فيقول: "نعم دخل سادات القبائل والحكام التابعون لهم في هذه الديانة , فصاروا نصارى, ولكنهم لم يأخذوا نصرانية الروم, بل أخذوا نصرانية شرقية مخالفة لكنيسة (القسطنطنية), فاعتنقوها مذهبا لهم. وهي نصرانية عدت (هرطقة) وخروجا على النصرانية الصحيحة (الأرثوذكسية) في نظر الروم. نصرانية متأثرة بالتربة الشرقية, وبعقلية شعوب الشرق الأدنى , نبتت من التفكير الشرقي في الدين و ولهذا تأثرت بها عقلية هذه الشعوب فانتشرت بينها , ولم تجد لها إقبالا عند الروم وعند شعوب أوروبه. وكان من جملة مميزاتها عكوفها على دراسة العهد القديم, أي التوراة , أكثر من عكوفها على دراسة الأناجيل". هكذا تأثرت النصرانية بالعقلية العربية البدوية وأثرت فيها ليخرج لنا نصارى العرب بالروح والفكر العربي والديانة والأخلاق المسيحية , عاش الرهبان حياة البداوة , وعرف النصارى حياة الصعلكة , وأجادوا في كل نواحي الحياة , فنطقوا العربية شعرا وحكمة , فخرا وحماسة , وغزلا رقيقا شفافا , ليتركوا لنا تراثا عربيا أصيلا , نطلع عليه ونستمتع به إذ ندرسه فنا عربيا خالصا خطه أجدادنا العرب (نصارى كانوا أو مسلمين). د. السيد عبدالله المنوفية - مصر |
#4
|
|||
|
|||
![]()
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تُشكر اخي على هذا المجهود الرائع وسأكمل القراءة للاستفادة من بحر معلوماتكم وفقك الله لكل خير وسلمت الأنامل |
#5
|
|||
|
|||
![]()
شكرااااااااااااااااااااااااااا على الكلمات الجميلة العذبة
تقبل تحياتي وشكرااااااااااااااااااعلى مروركم الكريم |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
المنظمات الدولية | khaldoon_ps | سياسة وأحداث | 29 | 11-11-2019 09:48 PM |
محاولات الوحدة العربية | راجي الحاج | سياسة وأحداث | 8 | 29-07-2011 05:02 AM |
ضعف الطلبة في اللغة العربية | قطر الندي وردة | منتدى العلوم والتكنولوجيا | 5 | 17-07-2011 05:40 PM |
تعليم اللغة العربية في المرحلة الابتدائية | قطر الندي وردة | منتدى العلوم والتكنولوجيا | 4 | 02-01-2011 05:41 PM |
دور العولمة الانكلوسكسونية في تحجيم اللغة العربية | نائل عبد العزيز | منتدى العلوم والتكنولوجيا | 2 | 07-11-2010 12:11 PM |
Copyright © 2000-2018 ArabsGate. All rights reserved To report any abuse on this website please contact abuse@arabsgate.com |