درء الفتنة ...للشيخ بكر ( رد على الخوارج والمرجئة )
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وآله وصحبه .
أما بعد : فأداء لبعض ما أوجب الله من البلاغ والبيان ، والنصح والإرشاد ، والدعوة إلى الخير ، والتواصي به ، والدلالة عليه ، وبذل الأسباب لدفع الشرور عن المسلمين ، والتحذير منها ، حتى تكون أمة الإسلام كما أراد الله منها ، أمة متماسكة ، مترابطة متراحمة ، تدين بالإسلام : اعتقادا ، وقولا ، وعملا , مستمسكة بالوحيين الشريفين : الكتاب والسنة ، لا تتقاسمها الأهواء ، ولا تنفذ إليها الأفكار الهدامة ، ولا يبلغ منها الأعداء مبلغهم كما قال الله تعالى : { ومن يعتصم بالله فقد هُدي إلى صراط مستقيم } [ آل عمران/101 ] وقال -سبحانه - : { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلك وصاكم به لعلكم تتقون} [ الأنعام/153] .
رأيت لذلك تحرير هذا النصيحة : تذكيرا بفرائض الدين ، ولإنقاذ المسلمين مما أخذ بعض المفتونين - الذين سقطوا في الفتنة - في إلقاء بذوره بينهم في جانبين :
في جانب الغلو والإفراط في التكفير ؛ لإخراج المسلمين من الإسلام والخروج عليهم .
وفي جانب الجفاء والتفريط في الإرجاء ، للانحلال من ربقة الإسلام .
وكلاهما من أسباب الفتنة والفساد بإيقاع التظالم بين العباد من وجه , وإماتة الدين من وجه آخر .
|