{ فلا تغرنكم الحياة الدنيا}
أي العيشة الدنيئة، بالنسبة إلى ما أعد اللّه لأوليائه وأتباع رسله من الخير العظيم،
فلا تتلهوا عن ذلك الباقي بهذه الزهرة الفانية،
{ ولا يغرنكم باللّه الغرور} وهو الشيطان، أي لا يفتننكم الشيطان ويصرفكم عن اتباع رسل اللّه وتصديق كلماته، فإنه غرار كذاب أفاك،
وهذه كالآية التي في آخر لقمان: { فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم باللّه الغرور}
وقال زيد بن أسلم: هو الشيطان، كما قال المؤمنون للمنافقين يوم القيامة: { وغرتكم الأماني حتى جاء أمر اللّه وغركم باللّه الغرور}
ثم بيَّن تعالى عداوة إبليس لابن آدم، فقال: { إن الشيطان لكم عدّو فاتخذوه عدّواً}
أي هو مبارز لكم بالعداوة، فعادوه أنتم أشد العداوة وخالفوه، وكذبوه فيما يغركم به، { إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير}
أي إنما يقصد أن يضلكم حتى تدخلوا معه إلى عذاب السعير، فهذا هو العدو المبين، وهذه كقوله تعالى: { أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلاً} .
تفسير ابن كثير
|